منتديات أنصار الأسري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي يهتم بشؤون الحركة الوطنية الأسيرة في سجون و معتقلات الإحتلال الإسرائيلي ، وبالأسرى المحررين ،وتسليط الضوء على قضية الاسرى ومعاناتهم ، وإثارتها في كل المحافل الحقوقية والإنسانية والدولية ، والعمل المتواصل من أجل إطلاق سراحهم جميعاً .


    قاسم أبو عكر " نجم من نجوم القدس لازال مضيئاً ينير درب الثائرين

    اسير الحرية
    اسير الحرية


    عدد المساهمات : 105
    تاريخ التسجيل : 02/12/2009

    قاسم أبو عكر " نجم من نجوم القدس لازال مضيئاً ينير درب الثائرين Empty قاسم أبو عكر " نجم من نجوم القدس لازال مضيئاً ينير درب الثائرين

    مُساهمة  اسير الحرية الخميس ديسمبر 03, 2009 6:59 pm



    قاسم أبو عكر نجم من نجوم القدس لازال مضيئاً ينير درب الثائرين




    " قاسم أبو عكر " اسم يُثير في النفس الكبرياء والعزة ، رمز لكل ما هو أبيّ في الإنسان ، واحدٌ من الأبطال التقليديين الفلسطينيين ، بطولته أصبحت مرجعاً لكل الفصائل الوطنية ، في تربية أعضائها على الصمود في وجه الجلاد ، وأصبح أنشودة الوطن ،" كما يقول عنه الأسير السابق وأحد قيادات الجبهة الشعبية عبد العليم دعنا في احدى مقالاته عام 1994 ... .

    ويضيف " دعنا " في ذات المقال ( قاسم حطَّم معايير علم النفس في الصمود ، وأثبت أن الإنسان المؤمن بقضية شعبه ويعيشها بقلبه وعقله ، في النوم والصحوة ، لا يُهزم ، صمد في أقبية التحقيق في زمن عزَّ فيه الصمود ) .

    " قاسم أبوعكر " شاب فلسطيني ، اعتقل من بيته في مدينة القدس المحتلة ، أوائل آذار من عام 1969 ، على رأس مجموعة بتهمة الإنتمار لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " ومقاومة الإحتلال ، وزُج به في معتقل المسكوبية أو " المسلخ " كما يصفه الأسرى ، وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي ، تستدعي صفحات طويلة لوصفها وتفنيدها ، فما كان من " قاسم " سوى التصلب أكثر حول عدم الإعتراف ، وأصَّر أن يبقى صامداً شامخاً ، شموخ العظماء المنتصرين فوق الأرض ، أو مع الشهداء القديسين في جوفها ، فأطبق فمه وشل عضلة لسانه عن الحركة طواعية ، ولم ينبس ببنت شفه ، فقهر المحقق بصمته ، ولم تنل فترة التعذيب من عزيمته ، أو تزعزع ارادته ، وفشل السجان بجبروته في انتزاع ولو حرف واحد منه، فانحنى السجان ومن معه وكل من يقف من ورائهم أمام صمود هذا الرجل العظيم ، الذي فضَّل الإستشهاد على الإعتراف ، فضَّل التضحية بحياته على أن يفرط باسرار الوطن والمقاومة ورفاقه ، فضَّل الصمود والإنتصار في أصعب الظروف وأحلك اللحظات ، فضّل الإستشهاد والرحيل الأبدي بكرامة وعزة على البقاء مذلولاً ومهاناً ، تاركاً خلفه زوجته تغريد " أم خالد " وطفليه .

    فحفر " أبوخالد " بصموده الأسطوري وتجربته الرائعة واستشهاده الأعظم ، اسمه عميقاً في سجل تاريخ الحركة الأسيرة ، وشكّل نموذجاً لايمكن نسيانه أو القفز عنه ، حتى وان أشغلتنا الحياة بهمومها الثقيلة عن الوقوف أمام ذكراه باسهاب وتمعن أكثر تكريماً له .

    بل وأسس الشهيد لمرحلة جديدة من المواجهة المباشرة وامكانية الإنتصار خلف القضبان ، فغدى اسمه عنواناً للصمود ، ونموذجاً رائعاً ، حاضراً في ذاكرة الأسرى في أقبية التحقيق ، فتغنى الجميع باسمه الذي أصبح يتردد على كل لسان ، ودُرسَّت تجربته في الجلسات الثقافية لكل التنظيمات .

    " الشهيد الأسير قاسم عبد الله قاسم أبو عكر " أعتقل أوائل آذار / مارس عام 1969 ، واستشهد في الثالث والعشرين من نفس الشهر في أقبية التحقيق في معتقل المسكوبية ، جراء تعرضه لتعذيب قاسي ، فكان من أوائل من استشهدوا جراء ذلك ، وخلال الأربعين عاماً الماضية إلتحق به عشرات الأسرى جراء نفس السبب أمثال مصطفى عكاوي وابراهيم الراعي وخالد الشيخ علي وعطية الزعانين وغيرهم ، ومع ذلك لم يتوقف التعذيب ، بل أخذ منحى أكثر خطوراً في السنوات الأخيرة .

    وتقول زوجته التي أعتقلت معه في الأيام الأولى لإعتقاله ، للضغط عليه واجباره على الإعتراف ( بعد مضي أسبوعين جاءني أحد المحققين يقول لي قررنا اطلاق سراحك بكفالة والدك ، وخرجت من السجن ، وذهبت إلى منزل والدي حيث كان طفلاي، فوجدته يعج بالأقارب دون أن أعرف السبب ، ولم أفكر حينها أن شيئاً قد حدث لزوجي ، وفي اليوم التالي أبلغني والدي بنبأ استشهاده ، وأنه جرى دفن جثمانه في ساعات الليل الماضية ، حيث جرى تسليم الجثة إلى المستشفى لتشريحها ثم تم دفنها فوراً وبمشاركة بضعة أفراد من الأسرة والعشرات من رجال الشرطة والجنود المدججين بالسلاح، وجرى دفنه في مقبرة باب الساهرة بالقدس التي تحولت إلى ثكنة عسكرية في ساعات الليل ) .

    وبالرغم من ان سلطات الإحتلال حاولت أن تفبرك أسباب كاذبة مدعية بأنها هي التي أدت لوفاته ، مثل أنه مريض بالكلى وتوفي بسببها فيما تؤكد زوجته بأنه لم يعاني من أي أمراض قبل اعتقاله ، أو انه أصيب خلال نقله إلى سجن آخر في حادث سير تعرضت له السيارة التي كانت تقله وتوفي على الفور ، أو أنه ألقى بنفسه منتحراً من الطابق الرابع لمبنى المسكوبية ، إلا ان ما أشاعته لم يلقَ رواجاً ولا قبولاً عند أحد ، حتى أن " مستشفى شعاري تصديق " الذي نقلت الجثة اليه لتشريحها أصدر تقريراً أكد فيه أن الشهيد وصل إلى المستشفى جثة هامدة ولم يفقد الحياة وفق ما ذكرته السلطات خلال علاجه من اصابته في المستشفى.

    وان كافة شهادات من رأوا الجثة قبل دفنها ، يؤكدون بأن " الجثة " كان عليها آثار التعذيب والكدمات والضرب والعنف واضحة جداً .

    وفي مثل يوم أمس الموافق الثالث والعشرين من آذار / مارس ، قبل أربعين عاماً ، احتضنت القدس ابنها عريس الثورة ، ومن بعده احتضنت العديد من الشهداء الأسرى .. ولم تكن يوماً كأرض وهوية ، قضية وسكان ، خارج دائرة الإستهداف ، فأصر أبنائها على رفضهم كل أشكال الظلم والإضطهاد والإستيطان والتهويد ، فشاركوا بفاعلية في مقاومة الإحتلال والإستيطان ، وكانوا ولازالوا جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية وقدموا آلاف الشهداء والجرحى والأسرى ، ولازال منهم المئات قابعين في سجون الإحتلال ، بعضهم منذ عشرات السنين ، فيما أقدمهم الأسير فؤاد الرازم المعتقل منذ يناير عام 1981.

    القدس .. أنجبت قادة عظام لعبوا دوراً أساسياً في فولذة الحركة الوطنية الأسيرة وتصليب عودها في مواجهة ادارة السجون ، وقدمت خلال العقود الماضية كوكبة من الشهداء الأسرى كانوا أعمدة أساسية للحركة الأسيرة وقادة بارزين خلف القضبان ، فمنهم من استشهد جراء الإهمال الطبي وعلى سبيل امثال لا الحصر الحاج رمضان البنا ، واسحق مراغة ، وعمر القاسم ، حسين عبيدات و محمد أبو هدوان ، وجمعة موسى ومنهم من دفع بحياته ثمناً لصون أسرار رفاقه وأبناء شعبه فكان نداً قوياً في أقبية التحقيق حتى وهو مكبل بالسلاسل مثل مصطفى العكاوي وشهيدنا قاسم أبو عكر ، ولايمكن الحديث عن الشهيد أبو عكر دون الحديث عن سبب الإستشهاد ألا وهو " التعذيب " .


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 1:41 pm